الخارجية الأمريكية تشيد بمواقف المغرب من إيران وفنزويلا

نوهت وزارة الخارجية الأمريكية بالجهود الحازمة التي تبذلها المملكة المغربية «في مكافحة التأثير الإيراني المضر بالمنطقة»، معربة في الآن ذاتها عن شكرها للمغرب على موقفه الداعم لرئيس فنزويلا بالنيابة، خوان غوايدو.
وجاء الموقف الأمريكي من المغرب، بعد لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أول أمس الأربعاء بواشنطن على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي لمحاربة داعش، حيث تباحث الطرفان سبل توسيع التعاون الثنائي بشأن القضايا الإقليمية، مؤكدين على الشراكة الإستراتيجية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب.
وأشار بلاغ للخارجية المغربية، إلى أن بومبيو وبوريطة تطرقا للمؤتمر الوزاري القادم حول تعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، مؤكدين أن هذا الاجتماع سيكون خطوة مهمة نحو بناء إطار أمني أقوى بالنسبة لهذا الجزء من العالم، فيما جدد المسؤولان خلال الاجتماع الذي جرى بحضور سفيرة جلالة الملك في واشنطن، لالة جمالة العلوي، «التأكيد على الشراكة الإستراتيجية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمغرب وبحثا فرص توسيع التعاون بشأن القضايا الإقليمية».
وفي سياق متصل، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أول أمس الأربعاء بواشنطن، أن المغرب يلعب دورا أساسيا في إطار التحالف الدولي لهزيمة (داعش) «من منطلق تجربته الوطنية في مكافحة الإرهاب، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والإستراتيجية المتكاملة والمتعددة الأبعاد التي وضعتها المملكة في السنوات الأخيرة».
وقال الوزير، في تصريح للصحافة عقب مشاركته في أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة (داعش)، إن الاجتماع كان مناسبة لتقييم عمل التحالف «الذي حقق نتائج إيجابية بفضل تضافر كل الجهود والدور الذي قامت به الحكومة العراقية بشكل خاص والذي أدى إلى فقدان داعش لحوالي 80 بالمائة من عناصرها ونحو 86 بالمائة من العتاد الذي كان بحوزتها و90 بالمائة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في العراق وسورية».
واستعرض بوريطة بعض العناصر الأساسية في النقاش الذي عرفه هذا الاجتماع الوزاري، سواء في ما يتعلق بما تم إنجازه أو ما يمكن تحقيقه في السنوات المقبلة في إطار التحالف الدولي، مسجلا انه على الرغم من النتائج المحرزة فإن هناك تحديات ما زالت قائمة. وأبرز، في هذا السياق، أن التحدي الأول مرتبط بوجود جماعات تعتبر نفسها موالية لتنظيم (داعش) الإرهابي والتي تنشط في مجموعة من المناطق من بينها شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، منبها إلى أن طريقة عمل هذا التنظيم الإرهابي تطورت وتغيرت عما كانت عليه في العراق وسورية.

أما التحدي الثاني، يضيف بوريطة، فمرتبط بمحاولة تنظيم (داعش) التمركز في إفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب احتضن في إطار التحالف الدولي لمحاربة (داعش) في شهر يونيو من السنة الماضية اجتماعا خصص لإفريقيا وبحث كيفية عمل التحالف داخل القارة، «حيث اتضح أن هناك حاجة لدعم الدول الإفريقية لتعزيز قدراتها على حماية الحدود وتقوية دورها في مواجهة الأخطار الإرهابية وتعزيز إمكانياتها لضبط الوثائق المزورة…». وأكد بوريطة، في هذا الإطار، أنه «يتعين أن تكون إفريقيا حاضرة ضمن أجندة التحالف الدولي وإحدى الأولويات التي يشتغل عليها».
وتابع الوزير قائلا، إن ثمة تحديا ثالثا ذي صلة بفكر (داعش) واستعماله للتقنيات الحديثة لنشر هذا الفكر الإرهابي، مبرزا أن المغرب يتوفر على تجربة كبيرة في ما يتعلق بتكوين الأئمة لفائدة عدد كبير من الدول بفضل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، فضلا عن الدور الذي يضطلع به في محاربة الفكر المتطرف داخل السجون ومراكز الاعتقال وكذا في تفكيك خطاب (داعش) «وهي التجربة التي تم تقاسمها مع المشاركين في الاجتماع الوزاري». وخلص الوزير إلى أن هناك تحديا رابعا يتعين رفعه ويرتبط بكيفية بناء أسس ترسانة قانونية لمتابعة الإرهابيين بخصوص الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في بعض المناطق من العالم.

> إسماعيل الأداريسي

Related posts

Top