ارحموا الرجاء ..

لم يعد الهدوء الذي رصدناه خلال الأشهر الماضية الأخيرة المحيط بفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم إلا استثناء، لتعود حالات التوتر والضغوطات والاحتجاجات والارتباك، تماما كما كان الحال عليه في عهد سعيد حسبان.
وتبين بالملموس والمعطيات الواضحة، أن توالي كل هذه الضغوطات واستعمال فئات من الجمهور وبعض المنخرطين يدخل في إطار حرب معلنة على المكتب الحالي، دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة احترام صلاحيات المسؤولين الحاليين في قيادة الفريق وفق منظوره ورؤية أعضائه، خاصة وأن الحصيلة -رغم الظروف الصعبة- تعتبر ناجحة إداريا وتقنيا وماليا.
وتتمظهر حالات الاحتجاج الآنية على عدم الدفاع على مصالح الفريق جراء توالي أخطاء الحكام، وعدم اتخاذ موقف حازم من جراء توالي حالات إغلاق مركب محمد الخامس.
احتجاج على عدم القيام بتعاقدات كبيرة مهمة لتعزيز صفوف الفريق، الاحتجاج على رفع ثمن التذكرة، دون الأخذ بعين الاعتبار ضعف القدرة الشرائية للجمهور العريض، بالإضافة إلى ترويج مغالطات حول التورط في الصفقات المتعلقة بانتقالات اللاعبين.
هذه هي الحالات التي تسعى “المعارضة” استعمالها في حربها المعلنة ضد المكتب الحالي، رغم إجماع فئات واسعة من المنخرطين والمحبين والمسيرين السابقين على إيجابية المرحلة التي يمر منها الفريق الأخضر.
صحيح أن قدر الأندية الكبيرة -دائما- عرضة للضغط، وهذا جزء من المسؤولية، لكن هناك من يدفع في اتجاه إرباك المسؤولين الحاليين لحسابات خاصة لا تخفى على أحد.
فالغريب أن نفس الجهة هي المتهمة دائما بتحريك ردود الفعل الاحتجاجية ضد كل من حاول النبش في أسباب الأزمة الطاحنة التي عاشتها الرجاء في السنوات الأخيرة، أو كل من تجرأ على الكشف عن الأسباب الرئيسية وراء وصول الرجاء إلى مرحلة الإفلاس ومديونية غير مسبوقة.
فالرئيس السابق سعيد حسبان لم ينعم بالهدوء المطلوب مباشرة بعد عقده لقاء إعلامي قدم خلاله أرقاما واضحة حول التركة الثقيلة التي ورثها عن سلفه، وظل شهورا تحت وطأة حملة ممنهحة استعملت فيها كل الوسائل سواء المشروعة أو غير المشروعة، بما فيها أسلوب التهديد بالإساءة الشخصية، إلى أن غادر منصب المسؤولية مكرها لا مخيرا.
نفس الأسلوب يتكرر حاليا مع فريق العمل الجديد الذي يقوده جواد الزيات، ودائما نفس المعارض بالصوت والصورة وأشياء أخرى، منها الخفي أو المعلن، والذي يقدم نفسه دائما بمثابة المنقذ، رغم أنه كان وراء الأزمة وقيادة الفريق إلى الهاوية.
الكل يعرف أن محمد بودريقة تخلى عن النادي في عز الأزمة التي يتحمل مسؤوليتها كاملة، وسلم هدية ملغومة لحسبان الذي تحمل المسؤولية في وقت الشدة.
جاءت اللجنة المؤقتة واستمر الهدوء لفترة قصيرة، لكن مباشرة ما بدأ المكتب الحالي بقيادة الزيات في الكشف عن حقائق أرقام وأسباب الأزمة، اندلعت بقدرة قادر حملة أخرى ممنهحة عن طريق تصريحات متتالية وانتقادات مسترسلة، وهجوم مباشر على الرئيس الحالي كما هو الحال خلال مباراة الفريق الأخيرة بالرباط أمام نجم الساحل التونسي برسم ذهاب ربع نهاية كأس زايد للأندية الأبطال.
فهل قدر الرجاء أن تعيش دائما رهينة نفس الشخص الذي يعتقد أنه أصبح الوصي على النادي، ويتحين حاليا الفرصة للعودة مجددا للرئاسة، بعدما بدأت الأمور في التحسن بفضل المجهود الذي بذل في السنتين الأخيرتين، وهو لا يتردد في إظهار نفسه كبطل منقذ وقادر على الدفاع عن مصالح الفريق، رغم أنه هو نفسه من قاده نحو الإفلاس.
من المفترض أن يخجل هذا المنقذ البطل من نفسه ويترك المكتب الجديد يعمل بأريحية لمواصلة عملية الإنقاذ، لكنه وكما قال الشاعر “إذ لم تستحي فاصنع ما تشاء”…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top