الحفاظ على الريادة

صدارة البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم للدوريات إفريقيا وعربيا، وحلولها في المركز السابع والعشرين عالميا، حسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لتأريخ والإحصاء، يعتبر بحق، قيمة استثنائية تضع على عاتق مختلف المتدخلين مسؤوليات كبيرة، من أجل الاستمرار في هذه المرتبة المتقدمة، والعمل على استثماره على نحو أفضل.
تفوقت البطولة الوطنية في هذا التصنيف على دوريات قوية كالدوري التونسي والمصري والجزائري والجنوب إفريقي، كما تجاوزت دوليا في هذا التصنيف دوريات أوروبية ذات تاريخ عريق من قبيل الدوري السويسري، والصربي، والسويدي، والسلوفاكي، والبولوني، والسويدي والمجري، وعلى دوريات دول أمريكا الشمالية وبحر الكاريبي، كالدوري الأمريكي والهندوراسي، وأيضا دولا من قارة أمريكا اللاتينية كالأوروغواي والشيلي.
احتلال هذا المركز المتقدم، جاء نتيجة للطفرة التي عرفتها الكرة المغربية في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، ما يعكس قيمة العمل الذي بذل في العمق لكي تحقق الإصلاحات أهدافها، والتي قادتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وانخرطت فيها الأندية بكل ما تملكه من إمكانيات، رغم الهشاشة التي تعاني منها.
تصنيف متقدم يفرض المزيد من العمل المبني على البعد المقاولاتي والتدبير الحداثي والعمل المؤسساتي، وهذه الأسس هي الضامنة للاستمرارية، والوصول إلى مراتب جد متقدمة دوليا، والحفاظ على الريادة قاريا وعربيا.
من جهة أخرى، فلابد من استثمار هذا النجاح الذي لا يجب أن يكون ظرفيا، والاستثمار هنا يهم الجانب التسويقي وذلك بجلب موارد تمكن من تحسين المداخيل وتساعد على تقوية هياكل الأندية عموديا وأفقيا، لما يتطلب ذلك من إمكانيات مالية مهمة، إضافة إلى دخول رهان التسويق أيضا على مستوى الاستشهار، وهذا الجانب لا يجب أن يقتصر على السوق المحلية، بل من الضروري العبور نحو أسواق عربية وإفريقية، ومن تم الوصول إلى العالمية.
لابد أيضا من ترويج منتوج الدوري المغربي عبر القنوات الفضائية، مادامت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المالكة للحقوق الحصرية منفتحة على كل الاقتراحات التي لا تتعارض مع حقوقها.
هذه الجوانب وأخرى كثيرة مهمة، تؤهل الدوري المغربي لولوج عالم التسويق، ومن بينها التطور الملموس على مستوى البنيات التحتية من خلال تجديد أو إنشاء ملاعب جديدة، والدور الكبير الذي تقدّمه الجماهير المغربية، في خلق جو رائع من التشجيع، عبر أهازيجها أو “تيفوهاتها”، وتواجد مجموعة من اللاعبين المتميزين سواء كانوا أجانب أو محليين، وأكبر دليل على ذلك الوضع المتقدم سنويا للأندية المغربية على صعيد المنافسات الخاصة بالأندية، أضف إلى ذلك تتويج المنتخب المغربي المحلي بكاس أمم إفريقيا، دون أن ننسى الانتقالات المهمة للاعبين متمكنين لبطولات الخليج وغير الخليج وبمبالغ مهمة، ولعل أبرزهم أيوب الكعبي المنتقل للدوري الصيني في صفقة تاريخية بالنسبة للبطولة الوطنية.
إنه تحد المستقبل بكل رهاناته ينتظر الوسط الكروي على الصعيد الوطني، وهذه الرسالة التي يجب أن تشكل خارطة طريق بالنسبة لكل المتدخلين…

محمد الروحلي

Related posts

Top