الكوارث الطبيعية تتسبب في خسارة بشرية ومادية وتشريد الملايين عبر العالم

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن للكوارث الطبيعية تكلفة بشرية كبيرة، كما أنها تتسبب في تشريد ملايين الناس كل عام، وتفقدهم منازلهم ووظائفهم.
ودعا الأمين العام في رسالة بمناسبة إحياء اليوم الدولي للحد من الكوارث (13 أكتوبر) الذي جاء تخليده هذا العام بعد وقت قصير من الزلزال والتسونامي المدمرين اللذين ضربا إندونيسيا، (دعا) دول العالم إلى تقديم تقارير منتظمة عن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الكبرى، لأهمية ذلك في العمل لأجل إحراز التقدم في مجال منع الأزمات. وقال إن تخفيض الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث له القدرة على تغيير حياة الناس والمساهمة بشكل كبير في القضاء على الفقر.
وأشار غوتيريس إلى أن قياس الخسائر الاقتصادية يمكن أن يحفز الحكومات على بذل مزيد من الجهود لتحقيق أهداف اطار عمل “سينداي” للحد من مخاطر الكوارث، والذي يسعى إلى خفض كبير في خسائر الكوارث بحلول عام 2030.
من جانبهم، أفاد مسؤولون في منظمات إنسانية أن عدد الكوارث الطبيعية في العالم ارتفع إلى نحو 400 أزمة أو خطر جسيم على صلة بالمناخ عام 2017 فيما كانت تقع نحو مائة أزمة في العام خلال السبعينات.
وبحسب هذه المنظمات تدل هذه الأرقام على ازدياد الكوارث الطبيعية أربع مرات منذ السبعينات بسبب الاحترار المناخي، مما يدق ناقوس الخطر حول مخاطر المجاعة والنزوح الجماعي في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء الارتفاع في معدلات الحرارة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السبعينات الحاج أمادو سي : ” إننا كنا نواجه ما بين 80 و100 أزمة أو خطر جسيم على صلة بالمناخ كل سنة، فيما بات هذا العدد قريبا من 400 العام الماضي أي أكثر بأربع مرات”، مضيفا “أن تحول هذه الأزمات المناخية إلى كوارث ليس أمرا حتميا” داعيا إلى الاستعداد على نحو أفضل لهذه الأوضاع عن طريق “أنظمة إنذار مبكر”.
وفي نفس السياق أشار غيرنوت لاغاندا المكلف بـ”شؤون مخاطر الكوارث المتصلة بالمناخ” في “برنامج الأغذية العالمي” إلى إنه في حال شهد معدل درجات الحرارة في العالم ارتفاعا بواقع درجتين مئويتين سيعاني 189 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي. وأوضح لاغاندا أنه في حال كان الارتفاع بمعدل أربع درجات مئوية سيتخطى عدد هؤلاء الأشخاص المليار حيث أن الأزمات المناخية تتسبب بنزوح حوالي 22.5 مليون شخص سنويا.
الجدير بالذكر أن تقريرا صدر مؤخرا عن “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ” حذر من استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرتها الحالية والعواقب التي قد يشهدها العالم في ظواهر الطقس المختلفة من ارتفاع منسوب البحار وتقلص جليد البحر القطبي الشمالي. ودعا التقرير الخبراء إلى اتخاذ كافة الإجراءات السريعة وغير المسبوقة لبلوغ الهدف المحدد في اتفاق باريس المناخي بحصر الاحترار العالمي ليكون 1.5 درجة مئوية بدلا من درجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية.
وحذر علماء الهيئة أنه في حالة ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الحقبة الصناعية فان ذلك سيتسبب في معاناة أكبر لساكنة العالم لاسيما بين الأكثر فقرا.
وذكر التقرير أن زيادة وتيرة الكوارث والأحوال المناخية الصعبة وحدتها سيستمر في عرقلة التنمية المستدامة.
وخلال العقدين الماضيين لقي 1.3 مليون شخص حتفه وأصيب 4.4 مليون شخص وشردوا أو احتاجوا مساعدة عاجلة.
وكان تقرير قد أصدره مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث يوم الأربعاء الماضي قد أكد من جهته أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في الفترة من عام 1998 إلى عام 2017 بلغت 2.9 تريليون دولار، وإن 77 بالمائة منها نتيجة أحوال مناخية خطيرة تشتد بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك مقارنة بالفترة بين عام 1978 و1997 التي بلغت الخسائر خلالها 1.3 تريليون ومثلت المخاطر المناخية والجوية مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف نسبة 68 بالمائة.

Related posts

Top