حفاظا على القمة

قدر الفرق الكبيرة، يحكم عليها بخوض المباريات النارية، وكل من يطمح للقمة مطالب بالاستعداد لكل المواجهات، وفريق الوداد البيضاوي من هذا الصنف، بطل إفريقيا لم يعد مسموح له بالتراجع للوراء أو البحث عن أسهل الطرق، عملا بقول الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي: “وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي *** ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا”.
الوداد يستقبل اليوم في إياب ساخن أمام نادي وفاق سطيف الجزائري، بمركب البيضاء عن ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهو العائد من الجزائر بهزيمة، حتى وإن كانت بحصة صغيرة، إلا أن هدف إيسلا داودي كان له وقع كبير، ويعد سبقت لا يستهان به بالنسبة لبطل نسخة 2014، الطامح تحت قيادة المدرب المغربي رشيد الطاوسي لاستعادة التاج الضائع.
إلا أن حامل اللقب سيلقي بكل ثقله في مباراة العودة التي سيقودها الحكم السيشلي برنارد كميل، من أجل تدارك فارق الهدف، مسلحا بثقافة الفوز التي امتلكها خلال السنوات الأخيرة، وبقدرات لاعبيه وتميز تشكيلته، وخاصة المهاجم الليبيري وليام جيبور الغائب عن لقاء الذهاب بسبب العياء، وليس لخلاف مع الإدارة لأسباب مالية.
مباراة الجزائر أظهرت إلى أي حد أن الفريق المغربي عانى خاصة في الجولة الأولى من افتقار المدرب عبد الهادي السكتيوي لتكتيك ينفتح أكثر على اللعب الهجومي أكثر من الركون للدفاع وتحمل ضغط الخصم، وهذا ما سمح لأصدقاء جابو بتنويع هجماتهم، من مختلف الزوايا.
المؤكد أن الوداد ستكون كالعادة مساندة بجمهور قياسي، تحمل كل الأعباء بما في ذلك المشاكل التي رافقت بيع التذاكر، جمهور يقوم بدوره كاملا في الدعم والمساندة المطلقة، وكثيرا ما ساهم في تشكيل قوة دفع لا مثيل لها، كانت وراء الإنجازات التي جعلت الوداد إلى الواجهة القارية والدولية.
بحث الوداد عن الحفاظ على التاج القاري خيار ضروري بل حيوي، لسبب واحد ألا وهو الحفاظ على الدينامية التي تعشيها كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية في جل المسابقات، والاستمرار على النسق الإيجابي على مستوى النتائج الإيجابية، يؤكد بالفعل أن العودة القوية للمغرب ليست مسألة ظرفية، بقدر ما هي خيار استراتيجي..

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top