رجال أعمال أجانب ومغاربة يطلعون على إمكانات ومؤهلات المدينة على هامش الدورة الرابعة عشر لمهرجان طانطان

تم أول أمس السبت، بساحة السلم والتسامح، وفي أجواء احتفالية، تنظيم افتتاح رسمي لموسم طانطان في دورته الرابعة عشر، بحضور مسؤولين حكوميين، وبرلمانيين ومنتخبين، ورجال أعمال مغاربة وأجانب، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعيان القبائل، وممثلين عن اليونيسكو، حيث قاموا في البداية بزيارة للخيام الموضوعاتية المغربية، التي تضم مختلف ألوان التراث اللامادي  للجهات الثلاث بالأقاليم الجنوبية، وكذا قرية الصناعة التقليدية وخيمة الصين الشعبية وخيمة دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وبعد التحاقهم بمنصة الحفل، تم تقديم مجموعة من العروض الفنية المتمثلة في رقصات تراثية وألعاب رياضية، شارك فيها عشرات من ابناء وبنات المنطقة، ألقى ممثلو الوفود المشاركة، كلمات بالمناسبة، إضافة إلى مسؤولين حكوميين وآخرين، أجمعت على أهمية تنظيم هذا الموسم في دورته الرابعة عشر، الذي يعكس غنى التراث الصحراوي بصفة عامة والثقافة الحسانية بصفة خاصة، من جهة، وباعتباره ملتقى إنساني بين مختلف الثقافات، من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، قال  وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية، أن موسم طانطان أصبح تقليدا سنويا، وساهم بطريقة كبيرة في إشعاع ثرات هذه المنطقة وبالخصوص الثقافة الحسانية. 

ومن جهته، قال فاضل بنيعيش رئيس مؤسسة” الموكار”، إن موسم طانطان، في دورته الرابعة عشر، أضحى محفلا ثقافيا وتراثيا فريدا على المستوى الإقليمي والعالمي ومحطة للقاء إنساني بين مختلف الجنسيات وثقافات متنوعة، وأن الموسم يعد مناسبة للاحتفاء بالتراث الحساني بكل تجلياته المتمثلة في الفنون والحرف والصناعات التقليدية. وأضاف بنيعيش، أن مؤسسة ” الموكار”، المنظمة لموسم طانطان، ارتأت أن يكون برنامج كل دورة غنيا ومتنوعا وشاملا لكل مكونات الثقافة الحسانية من فنون الفرجة وتربية وسباق الإبل والفروسية والخيام الموضوعاتية لعرض تفاصيل الحياة اليومية لبدو الصحراء، مع إتاحة الفرصة أمام الفرق المحلية التي تبدع في الموسيقى والطرب الحساني.  

واعتبر بالمناسبة، أن المؤسسة منفتحة على مبادرات شباب المنطقة والمجتمع المدني الذي ينشط في الثقافة أوالرياضة أوالسوسيو اقتصادية، مؤكدا في الوقت نفسه، أن المؤسسة لا تقتصر على تنظيم الموسم سنويا فقط، بل تحرص على تشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية وتكريم أهل الفن والثقافة والإبداع. 

وعند حديثه عن  مؤسسة  “الموكار”، قال بنيعيش، إنها تشارك في كل مبادرة من شأنها الحفاظ والتعريف بالتراث الحساني وتنمية المدينة، وأن خير دليل  على ذلك، حضورها كشريك مع قطاعات وزارية أو كمساهمة مع المجتمع المدني في أكثر من 40 نشاطا وفعالية ذات طابع اقتصادي أوثقافي أواجتماعي، عرفها إقليم طانطان منذ إحداث المؤسسة.وعبرعن اعتزازه باستضافة جمهورية الصين الشعبية كضيف شرف، احتفاء وتكريما لأواصر الصداقة والتعاون المتين الذي ميزت دوما العلاقات الثقافية والتاريخية والاقتصادية التي تربط بين المغرب  والصين، والتي توطدت خلال الزيارة الملكية وإعلان الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين، مشيرا إلى الحضور المشرف والقوي للصين في الدورة، كما جدد الشكر لدولة الإمارات التي لا يعتبرها ضيفة على المهرجان، بل كفاعلة أساسية في الاحتفاء بالموسم لما تبديه من عناية واهتمام بترسيخ هذا اللقاء وربط جسور التواصل بين الشعبين المغربي والإماراتي.

وعرفت صبيحة نفس اليوم، تنظيم زيارة لفاعلين اقتصاديين أجانب ومغاربة، لمدينة طانطان، كان مناسبة، لإطلاعهم على كل إمكانيات الاستثمار بها، خصوصا في قطاعي الصيد البحري والسياحة. 

وبعد توقفهم بميناء طانطان، قدمت لهم شروحات حول الإمكانات التي يتوفرعليها الإقليم في مجال الصيد البحري وحول الدور الذي يلعبه الميناء في تنشيط الحركة الاقتصادية والإمكانيات الواعدة في هذا المجال وطنيا وبالأقاليم الجنوبية.

وفي هذا الإطار، قال مدير ميناء طانطان حسن بايش في تصريح للصحافة، إن الميناء يعتبر من أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب، ويساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجهة كلميم واد نون، عموما، وإقليم طانطان بصفة خاصة.

وبلغة الأرقام، أشار إلى أن الميناء يعرف تواجد أسطول مهم مخصص للصيد، 370 وحدة منها للصيد الساحلي و200 وحدة للصيد التقليدي و 50 وحدة للصيد بأعالي البحار، مضيفا أن حجم مفرغات الصيد الساحلي بالميناء سنويا (احصائيات 2017) تصل الى 51 ألف طن موجهة للاستهلاك في السوق المحلي أو التصنيع. أما حجم تفريغ أسطول الصيد المخصص لأعالي البحار بميناء طانطان (يفرغ في موانئ أخرى) فيصل الى 10 آلاف طن وموجهة بالأساس للتصدير (مجمدة). 

ومن جهته، قال باسكال بيرزو، رئيس مؤسسة (أكورا) الفرنسية، إن هذه الزيارة، تروم الجمع بين العديد من المستثمرين والخبراء من مختلف البلدان لاستكشاف فرص الاستثمار بجهة كلميم واد نون وبجنوب المملكة عموما. وأبرز بيرزو، الذي ترأس أمس الأحد ندوة “الاستثمار الأخضر” في إطار الموسم،  أن مركزية مدينة طانطان ومينائها لا سيما حوض إصلاح السفن به يعد ب”إمكانات كبيرة”.

من جهته عبر الفاعل الاقتصادي الاسباني، يبرجيو إيسكالور، عن اهتمامه بالوقوف على فرص الاستثمار في مجال الصيد البحري بالمغرب، عموما، وبطانطان خاصة، لما تتوفر عليه المدينة من بنيات تحتية بحرية مهمة.

أما الفاعل في المجال السياحي بجز الكناري، راخومير كارل ايرنست سيلف ، فأبرز التغير والتنمية الإيجابية الذي عرفتها مدينة طانطان، مسجلا أن المغرب، لا سيما جنوب البلاد، يوفر فرصا مهمة في الاستثمار وخاصة بالقطاع السياحي. 

وعلى غرار باقي أيام المهرجان، تواصل بعض فضاءات مدينة طانطان، كل ليلة، تنظيم سهرات فنية يحييها نجوم الأغنية المغربية والفرق الموسيقية المحلية الحسانية والفرق الأجنبية .

> مبعوث بيان اليوم إلى طانطان: حسن عربي

Related posts

Top