المدير التقني الوطني ناصر لارغيث لـ : بيان اليوم

أكد المدير التقني الوطني ناصر لارغيث، إن مسؤولية تكوين اللاعبين في الفئات السنية الصغرى التي باتت تعجز منتخباتها حتى عن بلوغ البطولات القارية، تتحملها الإدارة التقنية الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والأندية الوطنية.
وقال لارغيث في حوار أجرته معه بيان اليوم، إن الأندية المغربية أصبحت تولي اهتماما جديا لمراكز التكوين بتعاون مع العصب الجهوية عكس ما كان يحدث سابقا، موضحا أنه من الضروري منح الفرق فترة زمنية حتى تظهر نتائج إيجابية لسياستها التكوينية.
وأضاف لارغيث أن المنتخبات الوطنية لم يسبق لها التألق في مسابقات الفئات العمرية، خاصة في ظل التلاعب في أعمار المنتخبات الإفريقية، مشيرا إلى أن الإدارة التقنية تعمل حاليا من أجل خلق منتخبات نسوية في الفئات الصغرى.

 

مرة أخرى تغيب المنتخبات الوطنية للفئات العمرية عن المحافل الدولية، بل تخرج مبكرا من التصفيات المؤهلة للبطولة القارية، آخرها إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة من إقصائيات كأس أمم إفريقيا رغم فوزه على منتخب موريتانيا في الإياب بهدف لصفر بعد الهزيمة في الذهاب بهدفين دون رد، فما السبب في ذلك؟

< بالنسبة لي أرى أن المسؤولية في مجال التكوين وتحضير اللاعبين مشتركة بين مختلف مسؤولي كرة القدم الوطنية والجامعة الملكية المغربية لكرة والإدارة التقنية الوطنية والأندية وغيرهم … كل طرف من الأطراف يتحمل جزء من المسؤولية. نحن في الإدارة التقنية نشتغل منذ أربع سنوات، وقد انطلقنا في عمل مشترك مع الأندية بهدف الاشتغال في مجال التكوين على الصعيد الوطني لأنه في السنوات التي مضت، أصبحنا نشكل المنتخبات الوطنية وعلى رأسها المنتخب الأول، من لاعبين مغاربة مكونين من المستوى العالي في أوروبا. وبهذا كنا ننسى شيئا ما أطفالنا ولاعبينا داخل الوطن، لكن في السنتين الأخيرتين وافق رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع على اعتماد مؤطرين لدى الأندية تتحمل الجامعة تكاليفهم بهدف تهييئ لاعبين شباب في كل فريق. نحن في الإدارة التقنية نشرف على التكوين على الصعيد الوطني للأندية التي كما قلت تتحمل هي الأخرى المسؤولية.

 

أنتم تشتغلون في المركز الوطني بالمعمورة، فهل لكم تواصل مع العصب والأندية في مجال التكوين؟ خاصة أنه يلاحظ أن أندية كبيرة تفتقر إلى مركز للتكوين وتهتم فقط بالفريق الأول؟
< بدأنا نلمس الجدية لدى الأندية في مجال تكوين اللاعبين الصغار والشباب، ولاحظنا من قبل أن أندية تتوفر على فضاءات لكن للأسف لا يمكنها إيواء الشباب في غياب برنامج مسطر للموضوع على الصعيد الوطني. اليوم تغيرت الأمور وأصبحت العصب الجهوية تقوم بعمل كبير في تأطير أطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 10 و11 و12 و13 سنة. وللعلم فهذه الفئات لم نكن نؤطرها وطنيا من قبل. حاليا باتت تظهر نتائج إيجابية لدى الأندية التي تعتمد التكوين وتسعى إلى النهوض بمستوى كرة القدم المغربية. الأمر يتعلق بثمانية أو تسعة أندية في مدار النخبة لها مراكز للتكوين ومؤطرون. لكن لابد من منح هذه الأندية فترة زمنية لتظهر ثمار العمل. ونحن نأمل في أن تتحقق النتائج الإيجابية لدى جميع الأندية.

 

منتخباتنا تقصى من المنافسات التمهيدية المؤهلة للمناسبات القارية في حين نجد منتخبات بلدان أخرى من بينها نيجيريا مثلا التي نجدها متألقة في بطولة كأس العالم الخاصة بفئة أقل من 17 سنة حيث فازت باللقب العالمي خمس مرات متقدمة على البرازيل، وفي المسابقات القارية أيضا نجد نيجيريا في الطليعة رفقة غانا. ويحدث هذا بعد أن كانت منتخباتنا أفضل منهم، ما تعليقك؟

< لا أعتقد هذا … لقد كنا أفضل وفي المقدمة على صعيد المنتخب الوطني للكبار وليس في منتخبات الفئات الصغرى. الكل يعلم أنه في منتخبات فئة أقل من 17 سنة أو أقل من 20 سنة، توجد لدى نيجيريا وغانا ومالي ومنتخبات أخرى مشاكل عديدة فيما يتعلق بالأعمار الحقيقية للاعبين. والملاحظ أيضا أن منتخبات هذه البلدان تبلغ المونديال وبعد ذلك يتوقف جل لاعبيها. نحن ندرك هذه المشاكل ونعمل جاهدين من أجل مكافحتها قاريا. وللتغلب على هذا الإكراه نقوم كإدارة تقنية ببرمجة لصالح منتخباتنا الصغرى من حين لآخر مباريات مع فرق من فئة أكبر ليستأنس لاعبونا بإيقاع التباري الصعب. فمثلا أجرينا خمس مباريات مع منتخب موريتانيا.

حتى على صعيد الإناث يتضح أن هناك مشكلا مطروحا في المنتخبات، إذ لا نتوفر على بطولة خاصة بفئة أقل من 17 سنة ونسعى لتكوين منتخب وطني، وبطولة الكبيرات لا يوجد بها توازن في أنديتها، فرق قوية وأخرى ضعيفة، ولا تتوفر على الفئات الصغرى، كيف تفسر ذلك؟

< لا نتوفر على منتخبات نسوية في الفئات العمرية الصغرى، لأننا بدأنا في هذا العمل فقط للموسم الثاني. نعمل على جمع لاعبات في سن أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة بحثا عن منتخبات وطنية لهاتين الفئتين. وصراحة فالأمر صعب للغاية لأن دوري كرة القدم النسوية فيه تفاوت في المستوى الفني للأندية، ولإيجاد الحل فقد وافقت الجامعة على توفير مراكز للتكوين. سنعمل على برمجة دوريات على صعيد العصب، حيث تتبارى فيها الفرق النسوية لأقل من 17 سنة مع فرق الذكور، مع إشراك لاعبي الفئات الصغرى في التباري الرامي لتحسين المردود.

> حاوره: محمد أبو سهل – عدسة: عقيل مكاو

Related posts

Top