المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بزاكورة

قال عبد السلام الصديقي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إن المغرب عرف نهضة اقتصادية واجتماعية مهمة في العقود الأخيرة جعلت منه قوة إقليمية وقارية.
وأضاف الصديقي الذي كان يتحدث، يوم الجمعة الماضي، في اللقاء الافتتاحي للمؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بزاكورة أن المغرب ورغم هذه التطورات الاقتصادية والاجتماعية لم يستطع تحقيق نتائج اجتماعية إيجابية إذ أن النموذج التنموي الحالي لم يعد قادرا على تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
وأكد الصديقي على أن النموذج التنموي الحالي أدى إلى مجموعة من الفوارق الطبقية، حيث أدى إلى “إغناء الغني وإفقار الفقير”، وفق تعبيره، وهو ما جعل جلالة الملك، يقول الصديقي، يدعو إلى إقرار نموذج تنموي جديد يضع المواطن في صلب اهتماماته ويهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
وشدد القيادي في حزب التقدم والاشتراكية على ضرورة العمل على صياغة نموذج تنموي جديد وقوي قادر على الاستجابة لتطلعات المواطنات والمواطنين في جميع مناطق المغرب من خلال جعل السياسات العمومية تلامس وتلبي حاجياتهم الاجتماعية وتحفظ حقوقهم الأساسية من قبيل التعليم، الصحة، السكن، الثقافة، الدخل الفردي.
وأبرز المتحدث أن نجاح أي نموذج تنموي رهين بترسيخ “الديمقراطية” في شكلها الحقيقي، عبر تقوية الأحزاب السياسية والنقابات والمجتمع المدني والنهوض بأدوار المؤسسات، وجعل العمل السياسي وسيلة لتحقيق التنمية والنهوض بجميع المجالات والقطاعات الأساسية التي تضع المواطن ضمن أولوياتها وفي صلب اهتماماتها وفي قلب سياساتها.
واعتبر الصديقي اختيار حزب التقدم والاشتراكية “نفس ديمقراطي جديد” شعارا لمؤتمره الوطني العاشر الذي سينعقد ماي المقبل بمثابة تجديد للفعل السياسي ودعوة من أجل ترسيخ الديمقراطية وتجديد الفعل السياسي من أجل الاستمرار في بناء المغرب الديمقراطي الحداثي الذي يحتكم للدستور والقانون وينعم بالعدالة الاجتماعية والمجالية، بعيدا عن الوضع الراهن الذي يتسم بـ “اختناق اجتماعي” ويعرف إقصاء لعدد من الجهات والأقاليم على مستوى التنمية.
في هذا السياق، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب “الكتاب” أن إقليم زاكورة من بين المناطق المهمشة على مستوى التراب الوطني إذ يعرف مجموعة من المشاكل سواء على مستوى الصحة، الفلاحة، الماء، الشغل وغيرها من القطاعات الأساسية، مبرزا أن هذه المشاكل نتاج لمجموعة من السياسات التي لم تعط الأهمية للجهة وللتسيير المحلي، وظلت تعمل على تنمية محور واحد هو محور المدن الكبرى، معبرا عن أسفه حيال الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعيشها مجموعة من المناطق ومن بينها منطقة زاكورة في الوقت الذي تنتج فيه جهة واحدة فقط 25 بالمئة من الثروة الوطنية.
الصديقي، وفي كلمته، أكد على أن حزب التقدم والاشتراكية وعلى مدى 70 سنة ناضل من أجل الجماهير الشعبية بمختلف التراب الوطني وعمل من موقعه، سواء في المعارضة أو من موقع الحكومة التي يساهم فيها منذ 20 سنة، على الدفاع عن قضايا الفئات الشعبية والطبقة الفقيرة، مستدلا في ذلك بعدد من الإنجازات التي قام بها وزراء الحزب منذ حكومة عبد الرحمان اليوسفي إلى حدود الحكومة الحالية التي يقودها سعد الدين العثماني، إذ أبرز أهم المشاريع والبرامج التي عمل وزراء الحزب عليها ودافعوا عنها انطلاقا من موقع مسؤوليتهم، والتي من بينها المجهودات التي بذلها ويبذلها الحزب على مستوى القطاع الصحي وعلى مستوى قطاع الماء، مشيرا إلى أن حزب “الكتاب” كان دائما ولا يزال مدافعا عن حق المواطنات والمواطنين في سياسات عمومية ناجعة ومدافعا عن عدالة اجتماعية وعدالة مجالية، تضمن عيش المواطنات والمواطنين بكرامة.
وأكد الصديقي على أن حزب التقدم والاشتراكية يشكل رقما مهما في المعادلة السياسية والمشهد السياسي الوطني انطلاقا من رصيده النضالي الذي راكمه منذ عقود من الزمن بفضل تجذره في أوساط المواطنات والمواطنين وعبر مناضلاته ومناضليه الشرفاء على امتداد التراب الوطني، موضحا أن تلاحم الحزب قيادة وقواعدا مكنه من تحقيق ومراكمة النضالات من جهة والصمود والوقوف في وجه العقبات والتحديات من جهة أخرى، مشيدا، في هذا الإطار، بالنضالات التي يقودها مناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية بإقليم زاكورة، والذين قال إنهم يقدمون تضحيات جسام من أجل الدفاع عن إقليمهم، والعمل على تنميته وتحقيق المكاسب على مستوى جميع المجالات.
كلمة الصديقي التي ألقاها أمام حشد من المواطنات والمواطنين بزاكورة وبحضور عضو المكتب السياسي للحزب مصطفى عديشان وعدد من أعضاء اللجنة المركزية ومنتخبات ومنتخبي الحزب بالإقليم لم تخل من رسائل مهمة حول مجموعة من القضايا الوطنية، وأساسا قضية الوحدة الترابية، حيث جدد الصديقي التأكيد على أن حزب التقدم والاشتراكية مجند وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإلى جانب باقي الفرقاء السياسيين ومكونات الشعب المغربي في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة أمام استفزازات انفصاليي البوليزاريو.
وأوضح الصديقي، في هذا الإطار أن المغرب لن يتوانى في الدفاع عن أرضه وعن وحدته، أمام الاستفزازات التي تتعمدها جبهة البوليزاريو المدعومة من بعض الجهات الخارجية للتشويش على البلاد، مشيرا إلى أن القوة الاستراتيجية التي أصبح يشكلها المغرب على مستوى القارة الإفريقية وعلى مستوى المنطقة المغاربية والعربية تدفع بعض الجهات التي تكن حقدا له على افتعال أزمات والتشويش على العمل الجبار الذي تقوم بها بلادنا من أجل تحقيق التقدم والنهضة الاقتصادية.
ودعا الصديقي إلى ضرورة تمتين الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي من أجل الدفاع عن جل القضايا الوطنية، مشيرا إلى أن هذا التمتين والتماسك الاجتماعي يأتي انطلاقا من ترسيخ الثقة بين المؤسسات والمواطنين وعبر النهوض بأوضاع المواطن وضمان حقوقه وعيشه الكريم.
من جانب آخر أدان عبد السلام الصديقي العدوان الثلاثي الذي شنته أمريكا وفرنسا وبريطانيا على الشعب السوري خلال الأسبوع الماضي، واصفا هذا الهجوم الإمبريالي بـ “الهمجي” لكونه يقول الصديقي” استهدف الشعب السوري وتناقض مع الأهداف المعلنة بالإضافة إلى أنه يشكل خرقا للقانون الدولي ويهدد الاستقرار والأمن الدوليين وينذر بمزيد من الحروب”.
من جهة أخرى استعرض محمد الأبيض عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية مجموعة من الإشكالات الاجتماعية التي يتخبط فيها إقليم زاكورة على مستوى المجالات الأساسية من قبيل التعليم، الفلاحة، الصحة، الماء…، حيث دعا في كلمة له إلى سن نموذج تنموي يرد الاعتبار للمناطق والأقاليم المهمشة والتي من بينها إقليم زاكورة.
الأبيض وإلى جانب طرحه مجموعة من الإشكالات ودعوته إلى النهوض بالإقليم، أشاد بالمجهودات التي يبذلها حزب التقدم والاشتراكية من داخل الحكومة من أجل المواطنات والمواطنين بمختلف جهات وأقاليم المملكة، ولا سيما المجهودات التي قام بها على مستوى قطاع الصحة وكذا المجهودات التي قام بها الحزب على مستوى الماء، خصوصا مع المشاكل التي عرفها الإقليم حيال هذه المادة الحيوية خلال الصيف الماضي، حيث أكد على الدور الكبير الذي لعبته كاتبة الدولة المكلفة بالماء شرفات أفيلال من أجل حل المشكل بصفة نهائية عبر إعطاء انطلاقة بناء سد أكدز الذي من المتوقع أن تستفيد منه ساكنة زاكورة خلال السنوات القليلة المقبلة.
هذا ودعا المتحدث مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية إلى مزيد من النضال من أجل مراكمة المكتسبات وتحقيق التنمية للأقاليم المهمشة ورد الاعتبار لجهة درعة تافيلالت وكذا باقي الجهات التي تعاني في عمق المغرب.
يشار إلى أن المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية خلص في جلسته التنظيمية المغلقة التي ترأسها عضو المكتب السياسي مصطفى عديشان وعضو اللجنة المركزية المتتبع الإداري لجهة درعة تافيلالت عبد السلام بوطالب إلى انتخاب يوسف ياسين كاتبا إقليميا لحزب التقدم والاشتراكية بإقليم زاكورة، كما تم انتخاب مندوبات ومندوبي الإقليم للمؤتمر الوطني العاشر للحزب المزمع انعقاده في 11-12-13 ماي المقبل، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء اللجنة المركزية الممثلين للإقليم.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top