جمهور “الشان”

أشاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بالنجاح التنظيمي والجماهيري المسجل خلال الأيام الأولى لمنافسات بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين (الشان)، والتي تستضيفها أربعة مدن مغربية وهى الدار البيضاء وطنجة ومراكش وأكادير.
وهى شهادة تنصف حقيقة اللجان المنظمة المكلفة على مستوى المدن المذكورة، وتنصف كذلك الإشراف العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، صحيح أن هناك تفاوتا على مستوى الحضور الجماهيري بالملاعب الأربعة، وأن الإقبال الجماهيري المهم يسجل بصفة خاصة بمباريات المنتخب المغربي المحلي بمركب محمد الخامس، وهذا ما رفع من نسبة الحضور، كما حسن من أرقام المتابعة، إلا أن هذا لا يلغي استحقاق الإشادة من طرف (الكاف).
هذا الاستحقاق المسجل في حق المنظمين، يفرض المواصلة التعبئة والاجتهاد أكثر لضمان حضور جماهيري لافت في باقي مراحل هذه التظاهرة القارية، باعتبارها مقياسا لمدى قدرة المغرب على احتضان مناسبات كبرى، ولعل أهمها كأس العالم لكرة القدم.
فشعار المقاطعة الذي رفعته -للأسف- بعض الإلترات احتجاجا على إغلاق الملاعب قصد الإصلاح، وضع المنظمين أمام تحد غير سهل تماما، وفرض عليهم البحث عن كيفية ضمان حضور ضروري للجمهور، خاصة بالمباريات الأولى، فكان الحل في الذهاب نحو الجمهور بالأحياء ومختلف المناطق، مما شجع الجمهور على الذهاب إلى الملاعب.
كان الجميع يطمح إلى حضور الجمهور الذي تعودنا عليه بالمباريات الكبيرة كإقصائيات كأس العالم، وعصبة أبطال أفريقيا، إلا أن الحسابات الخاصة لأعضاء الإلترات ودخولهم في عملية ابتزاز مفضوحة، غيب -للأسف- هذا الجمهور النوعي الذي كان يرغب الجميع في حضوره.
فالخاسر في النهاية من جراء موقف المقاطعة، هو جمهور الكرة نفسه الذي ضيع فرصة كبيرة، من أجل تأكيد تواجده وقيمة تشجيعه أمام خبراء كرة القدم، سواء على الصعيد القاري أو الدولي، خاصة وأن كبريات وسائل الإعلام الدولية تتابع الحدث بأدق التفاصيل، وكان من الممكن أن يشكل ذاك الحضور اللافت لجمهور الكرة، نقطة مضيئة في هذه التظاهرة القارية ذات الأبعاد الدولية.
والمؤكد أن تألق المنتخب المغربي المحلي من شأنه جلب جمهور أكثر واهتماما متزايدا، ومن الممكن أن يساهم في إلغاء قرار المقاطعة غير المقبول وغير المنطقي تماما، حتى تشهد المدرجات مرة أخرى الحضور الرائع للجمهور النوعي الذي كثيرا ما نال منا جميعا كل عبرات التقدير والإشادة.
فعودوا إلى هديكم من فضلكم …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top