جنازة مهيبة لـ “ضحيتي السندريات” بجرادة واحتجاجات جماهيرية حاشدة

شهدت مدينة جرادة، صباح أمس مناوشات متفرقة، وتجمعات وسط بعض الأحياء الشعبية، قبل أن يخيم هدوء غير معهود في شوارعها التي شهدت توقفا لجل الأنشطة التي تعرفها عادة كل المدن المغربية.

ولا حديث، صباح أمس، وسط الساكنة، سوى عن تشييع جنازة الأخوين ضحيتي انهيار بئر الفحم الحجري المعروف محليا بـ «السندريات»، والذي تم أول أمس الاثنين، وسط احتقان كبير بين السلطات من جهة، والساكنة من جهة أخرى.

وعلمت «بيان اليوم» أن الساكنة قطعت، أول أمس، الطريق أمام السلطات المحلية التي كانت، تعتزم دفن جثماني الراحلين «سرا»، دون أداء مراسيم تشييع الجنازة. ولم يتم دفن جثماني الأخوين «الحسين» و»جدوان» المعروفين بـ «شهيدي السندريات» إلا بعد شد وجدب، وفي جو من الاحتقان نتيجة تدخل القوات الأمنية التي طوقت المكان.

وعقب مراسيم الدفن، قادت جموع المشيعين لجنازة «ضحيتي السندريات» مسيرة حاشدة بأرجاء المدنية، انطلقت من المقبرة إلى حدود عمالة الإقليم.

ورفعت حشود المشاركين في المسيرة شعارات قوية مطالبة بالحرية، والكرامة والعدالة الاجتماعية، فضلا عن شعارات أخرى تطالب من خلالها الساكنة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإنقاذ «جرادة» من الفقر والبطالة، وإيقاف نزيف «الموت من أجل لقمة العيش».

بالموازاة مع ذلك، خاضت ساكنة إقليم جرادة، صباح أمس، إضرابا عاما تجلى في إغلاق جل المحلات التجارية والحيوية، بينما توقفت وسائل النقل عن السير والجولان بالمدينة استجابة لدعوات الإضراب التي أطلقها المحتجون في وقت سابق.

إلى ذلك أوضحت مصادر بيان اليوم أن الأجواء داخل مدينة جرادة لا تبشر بخير، وأن حادث وفاة الشقيقين «الحسين وجدوان» اللذين يبلغان من العمر 23 و30 عاما على التوالي، قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان والغضب بين المواطنين والساكنة التي قد تخرج مجددا إلى الشارع في مسيرات حاشدة للتنديد بالأوضاع الاجتماعية «المزرية» التي يعيشها الإقليم.

وتدعو ساكنة «جرادة» من خلال مسيراتها واحتجاجاتها إلى ضرورة الاستجابة لمطالبها الاجتماعية المتمثلة في رفع التهميش عن المنطقة وإحداث أنشطة اقتصادية مدرة للدخل، فضلا عن تشغيل شباب المنطقة العاطل.

كما تطالب الساكنة بتوفير «الكرامة» للمواطنين الباحثين عن لقمة العيش بالمدينة بين آبار الفحم الحجري العشوائية التي تعد الدخل الوحيد بالمنطقة بعد إغلاق شركة «مناجم المغرب» التي كانت تشغل آلاف من اليد العاملة بالمنطقة.

من جهة أخرى يُتوقَّع أن يحل وفد من المسؤولين والوزراء قريبا بمدينة «جرادة» للقاء الساكنة والتحاور معها بشأن مطالبها «الاجتماعية». في هذا السياق، وبعدما قدم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة تعازيه لأسرة ضحايا فاجعة «جرادة»، في كلمة له خلال الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب أول أمس الاثنين، أبدى هذا الأخير استعداده لاستقبال برلمانيي الجهة لمناقشة أحداث جرادة وتدارسها من مختلف الجوانب.

محمد توفيق امزيان

Related posts

Top