أمسية فنية وأدبية رائعة عاشتها قاعة علال الفاسي  بمدينة الرباط مؤخرا، بمناسبة حفل توقيع ديوان شعر بعنوان “وشم على جراحات الزمان” للشاعر الأستاذ رحال خديد.

 طبق فني موسيقي غنائي أصيل تضمنه الحفل المذكور الذي قدم فقراته بمهنية واقتدار الفنان والشاعر الغنائي الوفي فؤاد صاحب العديد من الأعمال الناجحة والخالدة مع عمالقة الطرب والتلحين ببلادنا والمشرق العربي، ويكفي التذكير بإعداده لـ 503 أغنية من كلماته توجد بخزانة الأغاني بالإذاعة الوطنية. الفنان الوفي فؤاد عند تقديمه للشاعر الأستاذ رحال خديد للجمهور الحاضر، قال إن صاحب ديوان “وشم على جراحات الزمان” إنسان لا يحب الظهور والبهرجة، وتجمع فيه ما تفرق في غيره وهو نهر رقراق من التعابير الرقيقة الجميلة، مذكرا بأن الديوان الحالي يعتبر آخر باكورة في شعره المتميز.

 ومن جهته قدم الناقد الأستاذ محمد الخريف قراءة تحليلية للديوان، حيث أبرز من خلاله أن للشاعر جراحات ذاتية وأخرى قومية لما يحدث في الشرق العربي، مضيفا أن شاعرنا اعتبارا لمساره العلمي الناجح يمثل جيل العلماء الذين يجدون في القصائد محطات روحانية قلما تخطر ببال الأدباء، ومذكرا في الأخير بأن الديوان الذي نحن بصدده يتضمن 47 نصا تتأرجح بين القصير والمتوسط والطويل من بينها 4 أغراض شعرية قديمة تتناول الرثاء والحزن والوجع والخبث والموت والغدر وفلسفة الحياة.

 إثر ذلك كان الجمهور الحاضر وأغلبه من المثقفين والمثقفات من أدباء وشعراء وفنانين، على موعد مع الفنان الكبير صاحب الصوت الدافئ الشجي محمد علي الذي أتحف الجميع بروائع خالدة وهو يعزف على عوده من قبيل “يا ليل طول” وروائع للموسيقار المرحوم محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق المرحومة أم كلثوم، كما شارك في هذا الحفل الفني الأدبي المطرب الواعد فؤاد طرب الذي كان مصحوبا بعازف الأورك المتميز الفنان رضى الإدريسي، حيث أتحف مسامع الحضور أيضا بروائع من المغرب  والمشرق. “مضناك جفاه، جفنه علم الغزل، سولت عليك العود، ساعة سعيدة، جان الهوى..”، لتختتم الأمسية بتكريم الأستاذة رشاد عائشة رئيسة جمعية رحاب للثقافة التي يعود لها الفضل في إقامة العديد  من الأنشطة الأدبية والفنية  بهدفها السامي البعيد كل البعد عن الماديات ومن بينها حفل توقيع الديوان الشعري ” وشم على جراحات الزمان” الذي عرف النجاح الكبير بشهادة كل الفعاليات الحاضرة.

متابعة: محمد بنسعيد