الفتق الإربي عند الرجال .. حذار من تجاهل المرض!

يعد مرض الفتق الإربي واحدا من أصعب الأمراض التي تواجه الكثيرين، ولا يفرق مرض الفتق ا الإربي بين الرجال والنساء وحتى الأطفال، لكنه يبقى مع ذلك أكثر شيوعا عند الرجال، فنسبة الإصابة بهذا المرض عند الرجال تفوق نسبة الإصابة به عند النساء والأطفال بـ 10 مرات، لكن توجد نسبة كبيرة من النساء تعاني أيضا من هذه المشكلة.

والفتق الإربي عند الرجال هو خروج أو اندفاع أحد الأعضاء الموجودة في جسم الرجل، والموجودة في القناة الأربية (أسفل البطن وأعلى الفخذ)، وهذه المنطقة في جسم الرجل منطقة غاية في الأهمية والخطورة في الوقت نفسه. وعلى الرغم من أن الفتق الإربي يصيب الرجال والنساء والأطفال، إلا أن أعراضه عند الرجال تختلف عن أعراضه عند النساء، ويمكن أن يتم التعرف عليها بسهولة لتشخيص المرض بشكل صحيح.

أعراض الإصابة 

> ألم أو شعور غير مريح في أعلى الفخذ: دائما ما تتصل أعراض الفتق الإربي عند الرجال بآلام أو تغيرات في منطقة الفخذ، وبالتحديد في أعلى الفخذ، حيث يشعر الرجل بأن هناك ألما واضحا في أعلى فخذه، وكلما تم إهمال هذا العرض يزيد الألم. فالفتق الأربي يزيد خطورة عند إهماله، ويصبح ألمه أقوى كلما تطورت الحالة. وقد يحدث الفتق ويبرز في البطن أحيانا دون أن يشعر الرجل بأي ألم يذكر، لكن في أغلب الحالات يعاني الرجل من الألم عند حدوث الفتق، ويكون ملحوظا أن الألم يشتد ويصبح أكثر حدة كلما قام الرجل بأنشطة معينة مثل رفع أو حمل الاشياء الثقيلة، أو بذل مجهود شاق، وقد يمتد الألم من أعلى الفخذ ليصل إلى الخصيتين عندما يضغط العضو المتسبب في الفتق على الخصيتين نتيجة بروزه من مكانه.

> وجود كتلة بارزة عند جذر الفخذ أو الصفن: إن العرض الأهم والأبرز للفتق الإربي عند الرجال هو وجود كتلة بارزة وخارجة من البطن، حيث تكون هذه الكتلة هي أعضاء الجسم الخارجة من القناة الاربية، والمسببة بالأساس للفتق، وتبدو هذه الكتلة عن الرجل في صورة بروز مستدير أو بيضاوي الشكل، ويكون هذا البروز تحديدا في أعلى الفخذ، أو كما يقول الأطباء جذر الفخذ، أو بالقرب من الصفن، وقد لا يظهر البروز في البداية، ويؤدي حمل الأشياء الثقيلة إلى ظهوره بدرجة كبيرة.

كما أن بعض المشكلات مثل السعال الحاد والمزمن، أو العطس المتكرر، تؤدي بدورها إلى ظهور هذه الكتلة، وتزيد من وضع المريض سوءا.

> بعض الأعراض الخطيرة: يسبب الفتق ا الإربي للرجال مجموعة أخرى من الأعراض، ويسمى الأطباء هذه الأعراض بأنها الأعراض الخطيرة، فهذه الأعراض تشير إلى تطور وضع المريض وضرورة لجوئه إلى طبيب متخصص على الفور، وهذه الأعراض هي الألم الشديد، والشعور بالغثيان والقيء، والذي يزيد مع الألم… كما أنه من الطبيعي أن يتمكن المريض من إرجاع الكتلة البارزة إلى الداخل دون صعوبة عند استلقائه، أما أن يجد صعوبة في ذلك فهو من الأعراض الخطيرة أيضا. كما أن صعوبة إخراج الريح أو صعوبة التبرز يشير إلى خطورة وضع المريض، وهذا يشير بضرورة استشارة الطبيب قبل أن تسوء الحالة أكثر.

 المضاعفات 

يسبب الفتق الإربي مضاعفات خطيرة للرجال إن لم يتم علاجه في أقرب وقت. ومن هذه المضاعفات أن عدم علاج الفتق الأربي عند الرجال يسبب زيادة الفتق واتساعه، حيث يزيد الفتق ويتسع، ويصبح علاجه أصعب بكثير، وقد يصل الفتق بعد اتصاله إلى الخصيتين والصفن، مما يسبب به الألم الشديد.

زيادة الفتق الإربي قد تسبب أيضا عدم إمكانية وصول الدم إلى الأمعاء، وبالتالي تموت الأنسجة الخاصة بها، ويتعرض المريض للتسمم، أو يفقد حياته تماما.

كما إن زيادة حجم الفتق يجعل مضاعفات الجراحة أكبر في حال إجرائها.

كيف يعالج الفتق الإربي؟

إن الفتق الإربي هو عبارة عن فتحة في أسفل جدار البطن، وبالتالي فإن هذه الفتحة لن تنغلق لوحدها بل تحتاج إلى الإغلاق الجراحي. ولا يوجد أي حل آخر للفتق الإربي باستثناء الجراحة، فهناك ضعف وارتخاء في عضلات أسفل البطن ويجب إصلاح هذا الضعف، ولا يوجد أي وسيلة لتحقيق هذه الغاية إلا من خلال إجراء العملية الجراحية. هناك طريقتان لإصلاح الفتق الإربي أولاها خياطة الفتحة في جدار البطن وتدعيم المنطقة بواسطة خيوط قوية ودائمة تبقى داخل الجسم. وثانيها تدعيم منطقة الضعف بواسطة رقعة (شبكة) من النايلون بحيث تدعم هذه المنطقة من جدار البطن.

وتتميز عملية الفتق الإربي بأنها يمكن أن تجري تحت التخدير العام، أو التخدير النصفي، أو التخدير الموضعي. ويحتاج إجراء العملية عادة إلى نصف ساعة حتى ساعة كاملة وذلك حسب حجم الفتق دون احتساب وقت التحضير للعملية وفترة بقاء المريض في غرفة الإنعاش بعدها.

ويتساءل بعض المرضى وذويهم عما إذا كانت عملية الفتق الإربي سببا من أسباب عدم الإنجاب لاحقا. والجواب هو أنه لا تأثير لعملية الفتق على الإنجاب، لأن العملية لا تشمل الخصية نفسها وإنما العضلات الموجودة في أسفل البطن جانب الخصية. ولذلك فإن عملية الفتق لا تؤثر على الإنجاب، ويمكن للمريض الإنجاب بشكل طبيعي بعد العملية.

احتمال عودة الفتق 

عادة ما لا تتجاوز 1%، ويحدث ذلك في الفتوق الكبيرة أو إذا كانت أنسجة المريض ضعيفة، وخاصة إذا لم تستخدم الرقعة في إصلاح الفتق. ويجب الانتباه إلى معالجة السبب المؤدي لحدوث الفتق في حال وجوده. فإذا كان المريض يعاني من السعال المزمن أو من ضخامة البروستات فيجب معالجة هذه الحالات قبل إجراء عملية جراحية للفتق، وذلك لأن استمرار السبب بعد العملية سيؤدي إلى نكس الفتق بنسبة كبيرة. 

 يجب أن نعرف أيضا أن عودة الفتق في المستقبل لا علاقة لها بالجراح في معظم الحالات، ويمكن أن يحدث ذلك حتى مع أمهر الجراحين. فعملية الفتق الإربي عملية سهلة ويمكن لمعظم الجراحين أن يقوموا بإجرائها بشكل جيد. ويعتبر أي فتق إربي معرضا للنكس في المستقبل. وفي حال نكس الفتق ولم تستخدم رقعة (الشبكة) في المرة الأولى فيمكن إعادة العمل الجراحي مع استخدام رقعة حيث يخفف ذلك من حدوث النكس في المرات اللاحقة. وفي بعض المرضى تكون الأنسجة ضعيفة جدا حيث يمكن أن يحدث النكس للمرة الثانية وحتى الثالثة، رغم أن هذه الحالات نادرة الحدوث. 

بعد العملية 

معظم المرضى يغادرون إلى المنزل في مساء العملية دون الحاجة للإقامة في المستشفى بعد العملية. وفي بعض الحالات يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى حتى اليوم التالي، وخاصة لدى كبار السن.

ولا حاجة عادة لتناول المضادات الحيوية بعد عملية الفتق الإربي. وعادة تقتصر المعالجة التي يتناولها المريض في المنزل على المسكنات، والتي يحددها له الطبيب الجراح. قد يشعر المريض بالألم بشكل خاص عند المشي نظرا لأن عملية الفتق الإربي تجري في منطقة مهمة بالنسبة للمشي، ولذلك فإن على المريض أن يلتزم بتناول المسكنات بشكل منتظم وحسب توصيات الطبيب.

Related posts

Top