نكروز: أول لاعب مغربي يحترف بالدوري الإيطالي

من المؤكد أن ذاكرة الرياضة المغربية، لا تخلو من لحظات كثيرة ونادرة لا ولن تسنى من عقول المغاربة على اختلاف الأعمار وتعاقب الأجيال، بفضل ما حققه رياضيون ورياضيات بمحافل رياضية كبرى في مختلف الألعاب سواء كانت جماعية أو فردية، لكن -مع الأسف- فالكثير من الأجيال اللاحقة والمتأخرة عن تلك اللحظات تجهلها تماما..
في كرة القدم ثم ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب، وهي رياضات من الدرجة الأولى سجلت فيها المغرب حضورا بارزا، أكثر من مرة، على المستوى الدولي في الزمن الجميل، إضافة إلى بعض الومضات المتفرقة لألعاب أخرى، سطعت أسماء لأبطال وبطلات حققوا إنجازات وفازت بألقاب وبطولات وحطمت أرقام قياسية، أعلت بها راية الوطن خفاقة وسط أعلام دول العالم..
في الوقت الراهن، وأمام التراجع المخيف للرياضة المغربية التي باتت عاجزة في العقد الأخير عن التموقع مع الأقوياء ولو على المستوى القاري، نستعرض حلقات لأبرز اللحظات التي صنعها أبطالنا وعاشها الجمهور المغربي، وهو يتابع مباراة أو نزالا أو لقاء أو سباقا لمغربي أو مغربية في رياضة من الرياضات ببطولة عالمية أو ألعاب أولمبية..
هي مناسبة إذن لإحياء هذه اللحظات التاريخية والخالدة في سماء الرياضة المغربية، وعرضها بالنسبة لأجيال تجهل ساعات الفرح والحزن تجهل كيف قارع أبطال مغاربة كبار الساحرة المستديرة وأم الألعاب والفن النبيل والكرة السمراء، وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان..
«بيان اليوم» اختارت هذه السنة، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، استعراض حلقات من الماضي القريب والبعيد للحظات لاعب كرة قدم سجل هدفا ثمينا قادر فريقه إلى انتصار أو تأهل تاريخي أو عداء أحرز ميدالية ذهبية أوحطم رقما قياسيا، أو لاعب تنس وقف ندا لعملاق مع عمالقة اللعبة، أو ملاكم صال وجال بالحلبات.

رشيد نكروز ابن العاصمة الشرقية وجدة، واحد من أعمدة دفاع المنتخب المغربي الذي شارك في مونديال 94 بالولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب أسماء كبيرة قدمت عطاءات لا تنسى.
ويعتبر العميد السابق لفريق المولودية الوجدية أول لاعب عربي يحترف في الدوري الايطالي، إذ لعب ضمن صفوف نادي باري الايطالي الذي كان يمارس آنذاك في الدرجة الأولى مابين 1997 و 2003.
رشيد نكروز يسترجع شريط ذكريات مشاركته بمونديال الولايات المتحدة الأمريكية، وما بقي ملتصقا بمخيلته من تفاصيل: “صحيح أنني ابتعدت منذ مدة عن الأنظار، أقيم بمدينة باري الإيطالية، التي لعبت لفريقها الأول مدة ثماني سنوات، والحمد لله أنني أنهيت المسار، وللأسف غادرت الملاعب بما لم أكن أتوقعه أو أتمناه، فقد تعرضت لكسر في قدمي، خضعت على إثره لعملية جراحية أوقفت رحلتي الرياضية وحرمتني من الاستمرار في مسار رسمته، كان مليئا بالأحلام ومعززا بطموح الشباب”.
ومن المفارقات العجيبة التي وقعت بمسيرتي الرياضية، يقول نكروز “تابعت بإعجاب كبير ما قدمته عناصر منتخبنا الوطني في دورة المكسيك 86، استمتعت كباقي المغاربة بالانجاز الرائع الذي وقع عليه كل اللاعبين، كمحمد التيمومي، عزيز بدوربالة، عبد المجيد الظلمي، مصطفى البياز، ميري كريمو واللائحة طويلة، ومن بين هؤلاء صديقي مصطفى الحداوي، الذي كان مميزا بما قدمه في المكسيك، وبعد ثمان سنوات، شاءت الأقدار أن أكون إلى جانبه بدورة الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، وهذه من بين أجمل الذكريات وأهمها في مساري الرياضي، لحظات جميلة ستبقى موشومة في القلب والذاكرة”.
خلال هذه الدورة، أشرف المرحوم عبد الله بليندة باقتدار على تأطير التشكيلة التي ضمت لاعبين ممتازين، فقد كان يجسد المؤطر والمربي والأب داخل الفريق الوطني، كان رحمة الله عليه، رجلا طيبا ومقتدرا، تمكن من تحضير تشكيلة سنة 1994، بشكل متكامل ومتناسق، ووحدها النتائج لم تسعفه، وأغلب عناصره هي التي شكلت النواة الأساس للمنتخب الذي لعب مونديال فرنسا سنة 1998، وكان بإمكانه الذهاب بعيدا خلال هذه الدورة، خاصة الانتصار الباهر الذي حققه أمام منتخب سكوتلاندا، وكان يستحق المرور للدور الثاني لولا المؤامرة التي شهدها لقاء منتخبي البرازيل والنرويج.
إذ تابع الجميع كيف تآمر المنتخبان ضد المغرب، لإخراج منتخب الأسود من دور المجموعات، رغم فوزه بثلاثة أهداف وتقديمه لعروض جيدة، لن ينساها المتتبع المغربي، التي توقفت للأسف مباشرة بعد مونديال فرنسا، ليتعذر على المنتخب المشاركة بباقي الدورات، وهذا مؤسف، واليوم وبعد مدة طويلة، الجمهور كان ينادي بضرورة عودة المدرب بادو الزاكي لتأطير المنتخب الوطني، باعتباره الرجل المناسب للمرحلة الآنية لإعادة الثقة، نتمنى النجاح وضمان المشاركة من جديد في المونديال القادم والتألق في كأس الأمم الإفريقية التي ستقام ببلادنا مطلع السنة القادمة 2015.
أتذكر وبكثير من الافتخار والاعتزاز، أول دعوة تلقيتها من المدرب عبد الخالق اللوزاني، وكنت آنذاك مع الراحل عبد الله بليندة ضمن منافسات الألعاب المتوسطية في فرنسا، واتصل بنا المدرب اللوزاني ليلحقني بالمنتخب الأول، وأشركني في الرحلة إلى زامبيا ضمن الاقصائيات.
أكيد كان هناك شوق، والأهم أن نحضر ونكون رهن إشارة المدرب ونعيش الأجواء، وهذا يزيد من قيمة كل لاعب في الدوري المحلي أو الاحترافي. كان خط دفاعنا متراصا وقويا، إذ كان يتكون من نور الدين نايبت، عبد الكريم الحضريوي، التريكي، العزوزي وغيرهم، كانوا كلهم أصحاب خبرة ومن خيرة اللاعبين على الساحة الوطنية والقارية، وكانت تربطنا جميعا علاقات طيبة نتمنى أن تتوفر في المنتخب الوطني الذي يشرف عليه حاليا بادو الزاكي.
أتذكر أننا واجهنا خلال دورة أمريكا في آخر لقاء منتخب هولندا، فرغم الهزيمة قدمنا عرضا جيدا، وفرضنا إيقاعنا، بل أكدنا أننا نتوفر على إمكانيات ومؤهلات كان ينبغي أن تستثمر في الحاضر كما في المستقبل، لكن للأسف خرجنا برصيد صفر نقطة من ثلاث مقابلات…

 إعداد : القسم الرياضي

Related posts

Top