إنجازات خالدة في تاريخ الرياضة الوطنية

من المؤكد أن ذاكرة الرياضة المغربية، لا تخلو من لحظات كثيرة ونادرة لا ولن تسنى من عقول المغاربة على اختلاف الأعمار وتعاقب الأجيال، بفضل ما حققه رياضيون ورياضيات بمحافل رياضية كبرى في مختلف الألعاب سواء كانت جماعية أو فردية، لكن -مع الأسف- فالكثير من الأجيال اللاحقة والمتأخرة عن تلك اللحظات تجهلها تماما ..
في كرة القدم ثم ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب، وهي رياضات من الدرجة الأولى سجلت فيها المغرب حضورا بارزا، أكثر من مرة، على المستوى الدولي في الزمن الجميل، إضافة إلى بعض الومضات المتفرقة لألعاب أخرى، سطعت أسماء لأبطال وبطلات حققوا إنجازات وفازت بألقاب وبطولات وحطمت أرقام قياسية، أعلت بها راية الوطن خفاقة وسط أعلام دول العالم ..
في الوقت الراهن، وأمام التراجع المخيف للرياضة المغربية التي باتت عاجزة في العقد الأخير عن التموقع مع الأقوياء ولو على المستوى القاري، نستعرض حلقات لأبرز اللحظات التي صنعها أبطالنا وعاشها الجمهور المغربي، وهو يتابع مباراة أو نزالا أو لقاء أو سباقا لمغربي أو مغربية في رياضة من الرياضات ببطولة عالمية أو ألعاب أولمبية..
هي مناسبة إذن لإحياء هذه اللحظات التاريخية والخالدة في سماء الرياضة المغربية، وعرضها بالنسبة لأجيال تجهل ساعات الفرح والحزن تجهل كيف قارع أبطال مغاربة كبار الساحرة المستديرة وأم الألعاب والفن النبيل والكرة السمراء، وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان..
«بيان اليوم» اختارت هذه السنة، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، استعراض حلقات من الماضي القريب والبعيد للحظات لاعب كرة قدم سجل هدفا ثمينا قادر فريقه إلى انتصار أو تأهل تاريخي أو عداء أحرز ميدالية ذهبية أو حطم رقما قياسيا، أو لاعب تنس وقف ندا لعملاق مع عمالقة اللعبة، أو ملاكم صال وجال بالحلبات.

بودربالة.. ثاني أحسن لاعب في إفريقيا عام 1986

عبد العزيز الإدريسي بودربالة المولود يوم 26 دجنبر 1960 في الدار البيضاء، بدأ بودربالة مسيرته الرياضية في نادي الوداد البيضاوي، ثم انتقل عام 1984 إلى نادي سيون السويسري، وساهم في تحقيق بطولة كأس سويسرا سنة 1986.
في هذه الفترة انضم إلى تشكيلة المنتخب المغربي المشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1986 بالمكسيك وقدم أداء عالي المستوى وساهم بشكل كبير في تحقيق نتيجة التعادل السلبي أمام منتخبي إنجلترا وبولندا ثم الفوز بنتيجة كبيرة على منتخب البرتغال 3-1.
وفي الدور الثمن النهائي خسر من منتخب ألمانيا الغربية بهدف نظيف، نتيجة لأدائه الرائع احتل المركز الثاني في استفتاء أفضل لاعب إفريقي في العام ذاته 1986 خلفا لمواطنه بادو الزاكي وأمام الكاميروني روجيه ميلا.
بعد نهاية البطولة انتقل إلى نادي راسينغ باريس الفرنسي وساهم في احتلال النادي المركز الثاني في بطولة كأس فرنسا عام 1990، بعدها انتقل إلى نادي ليون الفرنسي حتى اعتزاله عام 1995.
حصل على دبلوم التدريب العالي من سويسرا وتم تعيينه في 26 مارس 2005 مساعدا لمدرب منتخب المغرب. في عام 2006 تم تعيينه مدربا لنادي الوداد الرياضي، ويعمل حاليا في تحليل المباريات في قناة الجزيرة القطرية، وقد شارك في تحليل مباريات كأس الأمم الإفريقية 2013 في جنوب إفريقيا.
المشاركة في كأس العالم 1986 بالمكسيك وكأس الأمم الإفريقية في العام ذاته، ووصيف لقب كأس فرنسا مع راسينج باريس، وشارك في كأس العالم في نفس العام وصعد مع المغرب لدور ثمن النهائي.
تعلق بودربالة منذ صغره بالفن، لأنه ترعرع وسط عائلة عاشقة للموسيقى، مما دفعه للالتحاق بأحد المعاهد الموسيقية إسوة بأخيه الأكبر، في فترة شهدت اجتياحا من طرف مجموعات الغناء الشعبية، مثل جيل جيلالة وناس الغيون والمشاهب، إضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية الشرقية أو العصرية المغربية، إلا أنه وعلى النقيض من أبناء جيله، أعجب بموسيقى الإخوة ميكري كثيرا في فترة اعتبر الكل لونهم الغنائي غريبا قبل نجاحهم في إثبات ذاتهم.
وقد برز بودربالة خلال السنة الماضية بطلا المسلسل المغربي “الفرقة” الذي أدى خلاله دور البطولة إلى جانب ممثلين مغاربة مرموقين، نجح من خلاله في تجسيد الدور الذي طلب منه على أحسن وجه، رغم الصعوبات التي واجهته خلال أول تجربة له، ما دفع العديد من المخرجين والمنتجين لترشيحه للمشاركة في أعمال سينمائية رفض المشاركة فيها بسبب عدم تلاؤم شخصيته والأدوار التي سيقوم بتمثيلها.
وقد أنهى بودربالة أخيرا كتابة سيناريو مسلسل، رفقة أحد الشبان المغاربة، بعنوان “دفء الحياة”، وتدور غالبية مشاهده في مستشفى في يحكي قصة غرامية بين شابين في إطار عمل سينمائي درامي رومانسي.

 إعداد : القسم الرياضي

Related posts

Top